madex
recent
أخبار ساخنة

الأزهر: دعم إفتاء تونس لمساواة المرأة بالرجل في الإرث تتصادم مع الشريعة

admin
الصفحة الرئيسية

فى أول تعيقب للأزهر الشريف، على بيان دار الإفتاء التونسية، والذي دعم مقترحات رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، الخاصة بالمساواة بين الرجل والمرأة في الإرث والسماح للتونسيات بالزواج من أجانب غير مسلمين شدد وكيل الأزهر الشريف الدكتور عباس شومان، على أن دعوات التسوية بين الرجل والمرأة في الإرث تظلم المرأة ولا تنصفها وتتصادم مع أحكام الشريعة الإسلامية.
وأضاف شومان في تصريحات صحفية: "المواريث مقسمة بآيات قطعية الدلالة لا تحتمل الإجتهاد ولا تتغير بتغيير الأحوال والزمان والمكان، وهي من الموضوعات القليلة التي وردت في كتاب الله مفصلة لا مجملة، وكلها في سورة النساء، وهذا مما أجمع عليه فقهاء الإسلام قديما وحديثا".
ولفت وكيل الأزهر إلى أن دعوات التسوية بين النساء والرجال في الميراث بدعوى إنصاف المرأة هي عين الظلم لها، لأنها ليست كما يظن كثير من الناس بأنها أقل من الرجال في جميع الأحوال، فقد تزيد المرأة على نصيب رجال يشاركونها نفس التركة في بعض الأحوال، كمن ماتت وتركت زوجًا وأمًا وأخًا لأم، فإن الأم نصيبها الثلث بينما نصيب الأخ لأم السدس أي أن الأم وهي امرأة أخذت ضعف الأخ لأم وهو رجل، كما أنها تساويه في بعض المسائل كمن ماتت وتركت زوجا وأما، فإن نصيب الزوج نصف التركة ونصيب الأم النصف الآخر فرضا وردا، كما أن فرض الثلثين وهو أكبر فرض ورد في التوريث لايكون إلا للنساء ولايرث به الرجال فهو للبنات أو الأخوات فقط، فمن ماتت وتركت بنتين وأخا شقيقا أو لأب فللبنتين الثلثين وللأخ الباقي وهو الثلث، أي أن البنت تساوت مع الأخ، وهناك العديد من المسائل التي تساوي فيها المرأة الرجل أو تزيد عليه، وكلها راعى فيها الشرع بحكمة بالغة واقع الحال والحاجة للوارث أو الوارثة للمال لما يتحمله من أعباء ولقربه وبعده من الميت وليس لإختلاف النوع بين الذكورة والأنوثة كما يتخيل البعض.
كما شدد شومان على أن الدعوات المطالبة بإباحة زواج المسلمة من غير المسلم ليس كما يظن أصحابها في مصلحة المرأة، فإن زواجا كهذا الغالب فيه فقد المودة والسكن المقصود من الزواج، حيث لا يؤمن غير المسلم بدين المسلمة ولايعتقد تمكين زوجته من أداء شعائر دينها.. فتبغضه ولا تستقر الزوجية بينهما، بخلاف زواج المسلم من الكتابية لأن المسلم يؤمن بدينها ورسولها وهو مأمور من قبل شريعته بتمكين زوجته من أداء شعائر دينها، فلا تبغضه وتستقر الزوجية بينهما.
أشار إلى أنه لذات السبب منع المسلم من الزواج من غير الكتابية كالمجوسية لأنه لا يؤمن بالمجوسية ولا يؤمر بتمكينها من التعبد بالمجوسية أو الكواكب ونحوها فتقع البغضاء بينهما فمنع الإسلام هذا الزواج، ولذا فإن تدخل غير العلماء المدركين لحقيقة الأحكام من حيث القطعية التي لاتقبل الاجتهاد ولاتتغير بتغير زمان ولامكان وبين الظني الذي يقبل هذا الاجتهاد هو من التبديد وليس التجديد.
هذا وكان ديوان الإفتاء في تونس قد دعم في بيان له مقترحات "السبسى" مؤكدًا تدعيمها لمكانة المرأة وتضمن وتفعل مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، التي ينادي بها الإسلام في قوله تعالى "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"، إضافة إلى المواثيق الدولية التي صادقت عليها الدولة التونسية التي تعمل على إزالة الفوارق في الحقوق بين الجنسين.
وتابع ديوان الإفتاء التونسية أن المرأة التونسية نموذج للمرأة العصرية التي تعتز بمكانتها وما حققته من إنجازات لفائدتها وفائدة أسرتها ومجتمعها، من أجل حياة سعيدة ومستقرة ومزدهرة، عادًا رئيس الجمهورية أستاذا بحق لكل التونسيين وغير التونسيين، وهو الأب لهم جميعًا، بما أوتى من تجربة سياسية كبيرة وذكاء وبعد نظر، إذ أنه فى كل مناسبة وطنية أو خطاب يشد الإنتباه، لأنه معروف عنه أنه يُخاطب الشعب من القلب والعقل، بحسب نص البيان.

google-playkhamsatmostaqltradent