أخلت نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية، بإشراف المستشار
وائل شبل المحامي العام للنيابات، سبيل 4 ضباط و 7 أمناء شرطة من قوة الترحيلات،
بضمان محل عملهم، في واقعة هروب مسجونين أثناء عودتهم من مقر محاكمتهم في القضية المعروفة
إعلامياً بـ "كتائب حلوان" بأكاديمية الشرطة.
في السياق نفسه قررت النيابة حبس 5 من متهمي القضية 4
أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت لهم 3 تهم، هي مساعدة سجناء على الهرب من تهمة
عقوبتها الإعدام، ومقاومة السلطات، وإتلاف المال العام.
وكلفت النيابة العامة الأمن الوطني بسرعة التحريات حول
الواقعة وسرعة ضبط المتهمين الهاربين.
فيما كشف عدد من متهمي قضية "كتائب حلوان"،
المضبوطين بعد محاولة هربهم، الأحد، كيفية ارتكابهم واقعة الهرب، خلال الإعترفات
التي أدلوا بها، أمام فريق من نيابة حوادث جنوب القاهرة، يضم كلًا من المستشارين
سعد أبو العز، و أحمد هاني، وأحمد شادوفا، في واقعة هروب مساجين أثناء عودتهم من
مقر محاكمتهم في القضية بأكاديمية الشرطة، واستمرت التحقيقات قرابة 12 ساعة.
من جانبهم قال المتهمون الذين تم ضبطهم، وعددهم 6، أنهم
خططوا لتنفيذ واقعة الهروب منذ 3 أشهر ونصف، ودبروا جميع الأدوات اللوجستية لتنفيذ
جريمتهم، حيث درسوا سيارة الترحيلات جيدًا وتعرفوا على أماكن الضعف فيها، والتى
يستخدم فيها صاج رقيق، كما دروسوا خط السير المتبع وعدد أفراد الحراسة في كل جلسة
محاكمة والمكان الأمثل للهروب.
وكشف المتهمون أمام النيابة عن بعض الأدوات الدقيقة التي
استعانوا بها في التخلص من الكلابشات وهي دبابيس تستخدم في تغليف الكراتين،
بالإضافة إلى أداة حديدية تمكنوا من الحصول عليها يوم الواقعة من أكاديمية الشرطة
عقب الإنتهاء من جلسة محاكمتهم.
وتابع المتهمون في أقوالهم أنهم بهذه الدبابيس تمكنوا من
فك كلابشات 20 متهمًا في سيارة الترحيلات، ثم فكوا لحام باب السيارة أثناء سيرها
دون أن يشعر أحد مستخدمي الأداة الحديدية التي حصلوا عليها، ثم استطاعوا الخروج من
باب سيارة الترحيلات.
وأشار المتهمون إلى أنهم فوجئوا بأحد أمناء الشرطة يجلس
على باب صندوق سيارة الترحيلات، فاعتدوا عليه، ما أدى إلى شعور سائق السيارة والضابط
بما يحدث، وعلى الفور توقفت، فانطلق السجناء للهرب، فما كان من الضابط إلا أن أطلق
النيران لمنعهم من الهرب، ما أدى إلى إصابة أحدهم بطلق ناري في قدمه، وتم نقله إلى
مستشفى قصر العيني لإجراء جراحة عاجلة.
من جانبها كشفت التحقيقات عدم تعرض ضابط الترحيلات لأي
طلق ناري وإنما أصيب نتيجة تدافع السجناء.
وأمرت النيابة بالتحفظ على سلاحي الضابط وأمين الشرطة
اللذين أطلقا الرصاص خلال هروب المتهمين، كما أمرت بالتحفظ على فوارغ الطلقات
لإرسالها للمعمل الجنائي وفحصها.
وطلبت النيابة نتائج التحقيق الإداري الذي يجرى بمعرفة
وزارة الداخلية مع أفراد القوة بمجرد انتهائه وتحريات المباحث حول الواقعة.
ومن جانب آخر، قامت قوات الأمن بإغلاق جميع الطرق، ووضع
حواجز أمنية وتمشيط المكان لسرعة القبض على المتهمين الهاربين.
في هذه الأثناء أكد مصدر أمني أنه فور حدوث الواقعة، انتقلت
قيادات مديرية أمن القاهرة وأشرفوا على حملة تمشيط في محيط الأتوستوراد والمعادي
ومنطقة طره وطريق السويس بالاشتراك مع الأمن العام والأمن المركزي.
وأضاف المصدر أن اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية
يتابع الحادث وكلف مفتشي بالوزارة بإجراء التحريات ومتابعة سير التحقيقات مع
النيابة للوقوف على حقيقة الواقعة وملابساتها.